منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - "أعداء اللغة العربية"
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2008, 08:34 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: مشاركة: "أعداء اللغة العربية"

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الهادي السايح مشاهدة المشاركة
بارك الله بك أخي الحبيب د.سليم إسحق،
مجهود رائع أثابك الله عليه
أتتبع الكتاب منذ البداية
ومن أحسن ما أعجبني تصحيحك المعلوماتِ الخاطئة التي أصبحت من المسلمات على علاتها
ومن ذلك ما أضحى يسمى عصر الانحطاط: إن عصراً عاش فيه كل من ذكرت أضيف إليهم العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع عصر ازدهار وإن كان أقل بريقا من العصور الأخرى لانشغال الأمة بمدافعة الأعداء في الشرق والغرب، وهو عصر أخذ فيه الأروبيون الكثير من علوم العرب وآدابهم
... حتى الأعداد (1.2.3.... الخ) العربية التي يجهل كثيرون أنها عربية، للأسف، ... وحتى القرون المتأخرة كالثامن عشر والتاسع عشر لم تكن مظلمة متخلفة كما يراد لنا أن نفهم لنقع في خطأ أنكار الذات والشعور بالنقص فتتهيأ نفوسنا لتقليد كل ما هب ودب في الغرب المسيحي الذي لا يحب صلاحنا..
فقد كانت نسبة الأمية في كثير من البقاع أقل من نسبة الأمية في أروبا وذلك باعتراف الأوروبيين أنفسهم، كما لم تنقطع حركة التأليف فيها وإن قّلت ..
استمتعت بقراءة الفصل الأندلسي،
موشح ابن الخطيب جميل وقد عارض به موشح ابن سهل ،المسمى بالإسرائيلي وقيل أنه أسلم،
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى .. قلب صب حلّه عن مكنسِ
وهو من أشهر الوشاحين وأعذبهم كلاما حتى قيل لما غرق عادت الدرة إلى البحر
ويذكر المقري وغيره ممن كتب عن الأندلس أن حبهم للعربية كان شديدا وعنايتهم بها فائقة
ومن ذلك طرفة رواها
" ..قال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي صاحب الشرطة يخاطب الوزير المصحفي لما كتب له كتابا فيه (فاضت نفسه) بالضاد مبينا له الخطأ دون التصريح
قل للوزير السَّـني محتدهُ = لي ذمّة منك أنت حافظها
عنايةٌ بالعلومِ معجزة ٌ = قد بهظ الأولين باهظُها
يُقِرُّ لي عَمرها ومَعمرُها = فيها ونظّامُها وجاحظُها
قد كان حقّاً قبولُ حرمتها = لكنّ صرف الزمان لافظُها
وفي خطوبِ الزمان لي عظةٌ = لو كان يثني النفوسَ واعظها
إن لم تحافظ عصابةٌ نسبت =إليكَ قِدماً فمن يحافظها
لا تَدعَن حاجتي بمطرحةٍ = فإن نفسي قد فاظ فائظها

فأجابه المصحفي: ((ساخرا))
خفّض فُواقاً فأنتَ أوحدها = علماً ونقّابها وحافظها
كيف تضيعُ العلومُ في بلدٍ = أبناؤها كلّهم يحافظها
ألفاظُهم كلّها معطّلةٌ = ما لم يُعوّل عليكَ لافظها
من ذا يساويكَ إن نطقتَ وقد =أقرَّ بالعجز عنكَ جاحظها
علمٌ ثنى العالمينَ عنكَ كما =ثنى عن الشمسِ من يلاحظها
وقد أتتني فُديتَ شاغلةٌ = للنفسِ أن قلتَ فاظ فائظها
فأوضِحَنْها تفزْ بنادرةٍ = قد بهظَ الأولين باهظها

فأجابه الزبيدي وضمّن شعرَه الشاهدَ على ذلك
أتاني كتابٌ من كريمٍ مكرّمٍ = فنفّسَ عن نفسٍ تكادُ تفيظُ
فسرّ جميعَ الأولياءِ ورودُهُ = وسيء رجالٌ أخرون وغِيظوا
وباحثتَ عن فاظت وقبليَ قالها = رجالٌ لديهم في العلوم حظوظُ
روى ذاكَ عن كيسان سهلٌ وأنشدوا = مقالَ أبي الغيّاظِ وهْوَ مَغيظُ
( وسُمّيتَ غياظاً ولستَ بغائظٍ = عدواً ولكن للصديق تغيظُ)
(فلا رحِمّ الرحمن روحكَ حيّةً = ولا هي في الأرواحِ حين تفيظُ)
....) انتهى.
وهذا مما يدل على مدى حرصهم على الصواب وعنايتهم بالعربية.. وإن كان الزبيدي بالغ في الأمر
حيث أن (فاض فائضها) صحيح أيضا.
......
المستكفي فيما أذكر هو آخر خلفاء بني أمية، فبنو أمية تسموا بالخلافة،
ولو أن ذلك لا يهم كثيرا...، الأهم أنهم كانوا في الشرق وفي الغرب أذكى الساسة الذين
أنجبتهم الأمة، وعنايتهم بالأدب والعلم والمنشآت والصنائع كانت كبيرة جدا،
ما وصلنا من شعر الداخل ينمُّ على شاعر بالغ الإجادة رقيق الطبع ومنه:
تبدّت لنا وسط الرُّصافة نخلةٌ = تناءتْ بأرض الغربِ عن بلدِ النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّبِ والنوى = وطولِ التنائي عن بنيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غريبةٌ = فمثِّلتِ في الإقصاء والمنتأى مثلي
وله أيضا:

أيها الراكبُ الميّممُ أرضي = أقرِ من بعضيَ السلامَ لبعضي
إنّ جسمي كما علمتَ بأرضٍ = وفؤادي ومالكيه بأرضِ
قدّر البينُ بيننا فافترقنا = وطوى البينُ عن جفونيَ غمضي
قد قضى الله بالفراق علينا = فعسى باجتماعنا سوف يقضي

....
الملك لله من يظفر بنيل منـى =يردده قهراً ويضمن بعده الدركا
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة=فوق التراب لكان الأمر مشتركاً
الشطر الثاني من البيت الأول لا يستقيم، لا أعرف الأبيات لكنني أظنه هكذا
يردُّهُ قهَراً أو يضمن الدركا
والتحقق من المصادر أحسن.
...
نويت أن أكتب بضعة سطور لكن نسيت نفسي مع جمال الموضوع ورونقه
بارك الله بك أخي د. سليم إسحق
ولو سمحت لي أقوم بمراجعة بعض الهفوات الطباعية التي تسللت إلى النص
مع البحث والجهد المضني أثابك الله عليه ولك كل الشكر والامتنان
أخي الحبيب عبد الهادي السايح بارك الله بقلمك الوضاء ويراعك الواعي وحسك المرهف...إن هذا الواقع جزء من شخصيتنا ووتد في شموخنا...والله إن الحزن والآسى يعتصر قلبي عصرًا وأنا أري حالنا المتردي في الذل والهوان ونحن المسلمون كنّا أسياد العالم حتى عهد ليس ببعيد...ولكن التاريخ دوّار والحرب سجال ...وكما قال الشاعر:
لكل شيء اذا ما تم نقصان =فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول = من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد =ولا يدوم على حال لها شان






 
رد مع اقتباس