أخي الكريم ياسر
الاعجاز يختلف عن البلاغة
فقوله تعالى : كهيعص , أو ألم ... يعتبر بلاغة و تنسيقا للاحرف العربية باسلوب لم يعهده العرب من قبل
وعندما نتحدث عن الاعجاز في القرآن الكريم , فمعناه نتحدث عن مقارنة بين طرفين يتبع فيه اسلوب التحدي , فتحدى الله تعالى البشر أجمعين بأن يأتو بسورة من مثله , وهنا يستدل على ان القرآن معجزة , أي يعجز الناس عن الاتيان بمثله .
ويا أخي الحبيب , شئنا أم أبينا فالله تعالى لم يتحدى الانسان بأن يأتي بآية من مثله , وهذه حكمة رب العالمين , وهذا لا ينفي أن السورة مكونة من آيات , فكل آية لها حلاوتها و رونقها ولكن الله تعالى لم يتحد المشركين بها , بل تحدى بسورة كاملة .
فعندما ذكر تعالى : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "
وايضا آية الكرسي .
نرى مدى البلاغة و الحلاوة في لفظ الآيات و تنسيقها , هنا تكمن روعة آياته و رونقها . ولكنها لا تعتبر " الآية " بحد ذاتها معجزة , والحكم على ذلك لا يكون حكما عقليا مرتبطا بحبنا لآيات القرآن , بل هو حكم مبني على الادلة الشرعية في ذلك .
يعني صراحة أقولها مثلا : لا أعرف اي شيء عن الملائكة , وهم بالنسبة لي كخيال دامس , لا يوجد اي أثر حسي عليهم , ولكن الله تعالى أمرنا أن نؤمن بملائكته , فالايمان بهم كان شرطا من شروط سلامة العقيدة .
فالعقل هنا لا يحكم على العقيدة بناء على العواطف و الهوى النفسي , واعتبار ان من يقول ان الآية ليست بمعجزة أنه لا يفهم ما يقول , أو ننكر عليه ذلك
احترامي و تقديري الشديدين