منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - قبس في قلب الظلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2007, 07:32 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مصطفى الزايد
أقلامي
 
الصورة الرمزية مصطفى الزايد
 

 

 
إحصائية العضو







مصطفى الزايد غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى الزايد إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى الزايد

Post قبس في قلب الظلام

قِـفْ حَيِّ دارًا إلـَيْها هَـزَّكَ الطـَّـرَبُ=شـَـوْقـاً و دَمْعـُكَ في التـَّاريخ ِ يـَنْسَــكِبُ
دارٌ تـَظـَلُّ بـِصَدْر ِالـْكـَـرْم ِعـامِـــرَة ً=تـَفـيـضُ بـِالـنـُّور ِمَهْـما أظْـلـَمَتْ حِقـَبُ
وَ كـَمْ دَهَـتـْها قـُـرونٌ في نـَوائِـبـِها =فـَما اسْــتـَـقـَرَّتْ لـَدى أسْـوار ِها النـُّوَبُ
قـَدْ عَـمَّرَتـْها يَـدُ الـرَّحْمَـنِ غامِــرَة ً =فـَظـَـلَّ فـيـها سَـــنا الإيـمان ِ يَـلــْتـَهِـبُ
تـَسْـمـو بـِمَـنْهـَج ِ حَـقٍّ لا حُـدودَ لـَهُ =فـَمـا يـُطاو ِلـُهـا صَـرْحٌ وَ لاسُـــحُـبُ
كـَرْمٌ يَجـودُ بـِما تـَعْـيا الكِـرامُ بـِـهِ =هـَيْهاتَ يُـدْر ِكُـهُ في كـَنْهـِـهِ الـعِـنَـبُ
هـَذي القـُلوبُ قـُلوبُ المُؤْمِنـينَ وَ ما =يُـقاسُ عِـنْـدَ ثـَراهـا خـافِـقٌ خـَر ِبُ
قـدْ كنتَ تعْشقُ ذِكراها إذا خَطرَتْ =و الـيـومَ أنـتَ لـدى جَـلْواتِها تـَثِبُ
مثلي يُلامُ- وأهْلُ الحبِّ قد عُذِروا- =لـو أنَّ قـلـبي إليهـا شــدَّهُ النـَّسـَـبُ
يا قلبُ ويْحَكَ هذي دارُ مَنْ خَضَعَتْ=لها القلوبُ فليْـسَـتْ بَـعْـدُ تـَنـْقـَلِبُ
وأنـتَ أوْلى بها إذْ كـُنـْتَ مِنـْبَـرَهـا =من يوم ِقالوا بلى واسْـترْخَتْ الحُجـُبُ
فادْخـُلْ مـرابعها و ارتع بروضتها =و كـن محبا لها تظفر بـما رغـبوا
و الـزم فـإن وراء الصـبر عاقـبـة =ليست لمن ركضوا عجلى ومن ركبوا
اللاهـثـيـن وراء الفلــس يخدعـهـم =بــه الـبـريـق فـظـنـوا أنـه الـذهـب
يـجـنونـه مـن دروب لا يـسـاغ بها=ماء لمن ظمئـوا لو أنهم شــــربوا
فخـل عنـك أناســا لســت تحسبـهم=من الأناس إذا ما أزهر الحســـب
و اجعـل أنيســك من تحيـا لطاعته=فالقرب يحظى به من بات يقترب
فإن شــجـتك هـموم أو دعتـك إلى=ميـل لـدنـيا عـرى طــلابها الكلـَب
ترنـو إليهم و قد طاروا بغـير هدى=فـكـل نـجـم لـهم في فـلـكـه قـطـب
لا يخدعـُنك إن ريـح جـرت بهـمـو=يـومـا فـإن تـجـاه الـريـح يـنـقـلـب
إن رمت في أصلهم لم تلق مأثرة =تنمى إليهم ولا هم في الورى نجب
عـزوا بـحظ فـهانـت عندهم قـيـم=لم يرضعوها ولا أسـقوا ولا حـلبـوا
و لا تلـقـوا من الماضـين مكرمة=و لا سـقـتهم بـما فاضت به الـكـتب
لم تـدر أمـتهـم عـنهـم إذا عـبروا=لا جردوا سـيفهم عنها ولا ضربـوا
و لا أراقـوا دما في درب عزتها=و لا مـدادا و لا في مجدها خـطـبوا
و لا غراسا سقوا يوما و لا بذروا=و لا أعــدوا لها خـيلا و لا ركـبـوا
هـم كالعـدو إذا حانت لهم فرص=تحت الظلام سروا غدرا ليـنـتـهـبوا
صـم إذا أسـمعوا، بـكم إذا نطـقوا=لا يـرعـوون إذا ما مسـهـم وصـب
بالمال صاروا فإن راحت دراهمهم=هـانـوا فـلا عـلـم يعـليـهم و لا أدب
ظـنوا الـزمان لـهم أهـدى مقالـده=وأن في يـدهـم مـنـه الـذي وهــبوا
فكـل إمـّعة يحـظى إذا قســــــموا=و يحرمون- كما ظنوا- إذا غضبوا
فباعـدوا كل من تسـمو به شــــيم=و شـوهـوا كل حسـن عنـدما غلبوا
فالمخلصون لديهم كل من غدروا=و الصادقون لديهم من لهم كـذبــوا
و الخائـنـون لـديهم من يخالـفـهم=و ذووالأمانـة من خانوا ومن نهبوا
ظنوا الحياة لهم تصفو بما اكتسبوا=لم يـعـلـمـوا أنهم بالنار قــــد لعـبـوا
لا يقسـم الرزق إلا الله لـو عـلموا=و الزاعمون رعاع عنه قد حجبوا
فرعـون ضل بسـلطان لـه فـطغى=فـذللـته بـمـوج قـد طـمى الـكــرب
و اعـتـز بالمال قارون فما نـفعـت=كنـوزه يـوم أن غاصت به الترب
و عـز نـمـرود جـبارا فـقـال: أنـــا=رب الحياة فــذا أحــرم و ذا أهب
فـمات تـحـت نعال الـقوم مـنـخـذلا=عـند البعوضة هان العز و الغلب
قد ســخر الله أدنى جـنـده فـمـضى=وهم الطغاة وهانوا وانجلى الكذب
فالـزم هـداك و دع من قال هرطقة=الله يـلـزمـه فـيـمـا قـضى ســبـب
هــذا يـقـيـن أناس ســاء ظـنـهــمـو=فـهـم عبـيد هـوى أغواهم الرهب
لا يـعـرفـون لـهـم نهجا و لا وثـقوا=يوما بدرب فإن ساروا فهم ريب
إن حـل في ديـنـهـم بأس فـذا قـــدر=لكن إذا حل في دينارهم صخبوا
الـمـدبـرون إذا مـا الـنـقع ثــار بـهـا=الـمـقـبـلـون إذا ما قسـم السـلب
لم يسـمعـوا نوح بغـداد و قد نـدبت=كي يسمعوا القدس حين القدس تنتحب
ولا تـمعّـر وجــه عـنـدما شـهــدوا=(أبا غريب) وعرض الأخـت يغـتـصب
الغرب زلزلهم ما قد جرى فغـَلـَوا=فالصخر ينطق إذ لا تنطق الخُشُب
المتقنين فنون الجبن قد برعوا=في الصمت حتى تعدى طوره العجب
كم يسكتون على عرض ٍيداس و كم=باتوا على الضيم شبعى مابهم نصب
لو أنهم صمدوا لو ساعة منحوا=عذرا إذا انهزموا في الحرب أو هربـوا
لو أنهم وقـفـوا أو أنهم سـكـتـوا=لو في جحورهِمُ عن سـاحها غربوا
جاء الغزاة على خيل لهم سبقت=خيـل عـراب تـرى أم أنهــــا عــــــرب
هـم الغـثاء فلا يـرجى بهم فــرج =عـنـــد البـلاء و لا يهـدى لـهـم عـتـــب
فاصبر فإن الدجى مهما استطال بنا=فإن شــــمـســًا وراء الأفـق تـرتـقـب
و اهجر كما هجر الماضون ما نكروا=في المدلهمة تبدي ضوءها الشهب
لولا الـثـبات على ضعـف لما بقـيـت=سلامة النهج فيـما قـــــد طوت حقب
فاثـبـت فـأنـت بـعـيـن الله تـصنعـها=فلـك النجـاة و طـــوبى للألى ركـبـوا






 
آخر تعديل هشام الشربيني يوم 03-01-2007 في 03:59 PM.
رد مع اقتباس