منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - هل الأرض تدور حول الشمس حقا ؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2006, 01:00 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
صهيب عامر
أقلامي
 
إحصائية العضو






صهيب عامر غير متصل


افتراضي مشاركة: هل الأرض تدور حول الشمس حقا ؟؟؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف
[SIZE="5"]هل الأرض تدور حول الشمس حقا ؟؟؟
مقدمة:
المسلم حين يقرأ القران عليه أن يتدبر آياته, ويبذل الجهد في فهمها، وبذلك تصبح تصوراته وتصرفاته مبنية على القرآن، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام فقالت: ( كان خلقه القرآن). وهذا الذي يميز المؤمن من الكافر حيث أن الكافر تنشأ تصوراته من ثقافات وخرافات وخزعبلات متنوعة، وبالتالي تكون هذه التصورات فيها الكثير من الأوهام والخزعبلات.
وما يدعو إلى الحزن اليوم أننا نحن المسلمون بتنا نأخذ علومنا من الغرب الكافر، فالمراجع التي تدرس في الجامعات جلها من الغرب، وما يدعو إلى الشفقة على حال هذه الأمة أن كلما خرج علينا رجل غربي ابيض البشرة ذو عيون زرقاء فوضع نظرية أو قانون سارع بعض علماء المسلمون إلى إسقاط هذه النظرية على القران الكريم مدعين بوجودها دون تحري وإعمال العقل، وكان الأجدر أن تصاغ النظريات بناء على فهمنا للقران لا العكس.
لا أدعي أن هذا هو حال المسلمين كلهم، بل باتت هناك محاولات ناجحة ومشرفة في استنباط القوانين والنظريات والاكتشافات العلمية من القران الكريم. وبات لزاما علينا أن نعيد النظر في العلوم التي صدرها الغرب لنا من منظورنا الإسلامي الناشئ من القران الكريم وهدي رسولنا الحبيب.
ألا ترى أخي أن استدلالك بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في غير موضعه، فكلمة " خلقه " لا تعني ولا يندرج تحتها العلوم التي تتحدث عنها، فلم يكن خلقه صلى الله عليه وسلم الكيمياء أو الفيزياء، ولا الفلك أو الرياضيات . فلا يُستدل على هذه العلوم وأمثالها بحديث ( كان خلقه القرآن ) وإنما يُستدل عليها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان من أمور دينكم فإلي ‏)، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) .

فالعلوم بحسب معناها في الاصطلاح الحديث هي ما ينطبق عليه أنه من أمور الدنيا فلم يقل الاسلام أنه هو المرجع لمعرفتها ، وإنما المرجع فيها هم أهل الاختصاص : ( أنتم أعلم بأمر دنياكم )، ( إن كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به ) فأمور الدنيا جعلها الاسلام من اختصاص الانسان، وأما أمور الدين التي هي العقائد ومعالجات مشاكل الحياة فليست هي من شأن الانسان وإنما يُرجع فيها للاسلام ليس غير : ( وإن كان من أمور دينكم فإلي ‏) . فالقرآن الكريم ليس كتابا علميا فنتخذه مرجعا في البحوث العلمية، والحقائق التي يُشتبه بتعلقها بالعلوم أي الحقائق التي يُمكن أن تنطبق على نظريات أو حقائق علمية لم تُذكر لتقرير نواحي علمية، وإنما هي للدلالة على قدرة الله تعالى أي ذُكِرت لصلتها بالعقيدة التي هي موضوع القرآن . وعليه فالشرط في أخذ العلوم عن الغرب الكافر هو أن لا تصطدم النظريات العلمية بحقيقة من الحقائق التي ذكرها الاسلام.

وأرى أن موضوعك وأمثاله يُشكل خطرا من ثلاث نواحي :

الأولى : تقصدكم تكرار معارضة ما يقوله العلم بالاستنباط المغلوط من نصوص القرآن كموضوعك هذا ، من شأنه وعلى المدى البعيد أن يُشكك المسلمين بكون القرآن الكريم وحيٌ من الله تعالى .

الثانية : التنفير من العلوم التي توصل إليها الغرب بحجة أنه كافر هي دعوة للمسلمين للتخلف عن العلوم والاختراعات والصناعات التي وصل إليها العالم. والقول بالرجوع إلى القرآن الكريم في تحصيل العلوم الطبيعية معناه الدعوة للرجوع إلى نقطة الصفر وليس التقدم بالعلوم من حيث وصل الغرب ، هذا عدا عن أن الرجوع إلى نقطة الصفر معناه البقاء فيها لأن القرآن الكريم ليس كتابا علميا .

الثالثة : أنكم بتسليطكم الضوء وتركيزكم على أن القرآن يحوي جميع أنواع العلوم الدنيوية من شأنه التغطية على حقيقة القرآن الكريم من أنه كتاب هداية ومنهاج حياة. فهذا نقل للقرآن الكريم من معترك الحياة إلى المختبر .
والذي أراه أنكم لا تقتصرون على العلوم كأداة تصرف نظر المسلمين عن حقيقة القرآن الكريم بل أنكم تشغلونهم بالعدد فحين يقرأ المسلم كتاب الله تعالى بدل أن يتدبر آيات القرآن ليفهمها ويعمل بها ويدعو لها تجده ينشغل بعدّ الأحرف والكلمات ليصل إلى نتيجة لا يترتب عليها شيء عدا عن أن الله تعالى لم يطلب منا السعي لمعرفتها !

ومثل العدد تقصدكم اشغال عقل المسلم بأمور تستوي فيها المعرفة من عدم المعرفة مثل هل كان بنيامين أخرسَ أطرشَ أم لم يكن ، فبدل أن يتدبر المسلم سورة يوسف عليه السلام تدبر فهم للعظة والعمل يُشغل عقله في ناحية أخرى لا تتصل بالعظة أو العمل . وإذا عارضكم أحد في هذا الاشغال المتعمد فيما لا يُسمن أو يُغني من جوع بل فيه الضرر اتهمتموه بأنه يطعن بآيات القرآن الكريم بأنها حشو زائد، وكأن القرآن الكريم لا يُفهم أو يُبحث إلا من زاوية العدد أو من زاوية الخرس والطرش !

أما قولك :
( بل بات في تصوري أن الشمس والقمر تدوران حول الأرض وأن الأرض مركز الكون الكروي، ومن يشأ فليتدبر معي الآيات التالية وليصحح تصوري بالحجة والبرهان، فتفكروا معي يرحمكم الله.).

فلم تُبين لنا وجه دلالة النصوص التي استشهدتَ بها على ما بتَ تتصوره، فكأني بك تتصور أنك بمجرد وضعك للنص قد أتيت بالحجة وأقمت البرهان مع أن النصوص ليست قطعية في دلالتها !






التوقيع

قال الله تعالى :
{ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب }.

 
رد مع اقتباس