منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - افتتاحية الصحف: مصور الجزيرة علي حسن الجابر .. المهمة الأخيرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2009, 06:29 PM   رقم المشاركة : 210
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: افتتاحية الصحف: توثيق المحرقة الصهيونية

ليس دفاعاً عن البشير.. بل عن السودان
بقلم :سيد زهران



في أتون المحرقة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني، يصم الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية أذانه عن أصوات الاستغاثة، ويغمض عيونه عن رؤية مشاهد المذابح الجماعية للأطفال والنساء والمسنين. ويتمطى استهلاكاً للوقت ويمنح المزيد من الفرص لآلة القتل الصهيونية لحصد المزيد من الضحايا.


وبعد مراوغات ومساومات يصدر مجلس الأمن قرارا عديم الجدوى: لا يردع المعتدي ولا يرد حق الضحية، بل يساوي بين القاتل والقتيل، ويطمس الحقيقة بصياغة ملتبسة تدعو لوقف العمليات بين الجانبين. الأدهى، ان الغرب بزعامة أميركا، لا يخجل أبدا من سجله المخزي، وزاد بعرقلة وتخريب اي محاولة دولية لوصم إسرائيل بالعنصرية او نعت جرائمها ومذابحها بـ « جرائم إبادة وتطهير عرقي».


خلافا لهذا الوضع، تتسارع خطى «العدالة الكاذبة» الغربية الأميركية لحشد الجهود الدولية في كل الاتجاهات لفرض العقوبات على السودان الشقيق والانقضاض على سيادته وتمزيق وحدته الوطنية، بدعوى ارتكاب جرائم حرب ابادة في إقليم دارفور. وزاد الأمر بتهديد الرئيس السوداني عمر البشير بمذكرة اعتقال يطالب بها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية.


والمثير للتأمل أننا كعرب لا نمل من تكرار القول بان العدالة الدولية ناقصة وانتقائية وتكيل بمكيالين، ومع ذلك لا نترجم هذه الأقوال في عمل واقعي او نتحرك لوقف هذه العبثية ، ونحاول حشد المواقف مع قوى ودول أخرى ترفض العبث والتلاعب الغربي الاميركي بالعدالة الدولية، والمفروض ان نبادر لنسج تحالف دولي جديد يضم الدول الصاعدة التي تشكل موجة التحدي للهيمنة الغربية وفى مقدمتها الصين وروسيا وفنزويلا والبرازيل وكوبا وماليزيا وإيران والهند وبعض دول الاتحاد الإفريقي.


هذا التناقض الممل في الموقف العربي بين الشعارات والواقع ، يتيح الفرصة للمرجفين وأبواق الغرب « المتطوع منهم والمجند» للاستهزاء بمقولة ان هجمة العدالة « الكاذبة» ضد السودان مجرد غطاء لأجندة مصالح ومؤامرة كبرى ليس على السودان فقط بل على أقطار الأمة العربية دون استثناء.


والحاصل ان أزمة دارفور نموذج صارخ على توحش التدخل الغربي ومثال لصراع القوى على رقعة الشطرنج العربية، ومؤشر على تضخيم قضية الأقليات في وطننا العربي وتوظيفها لعملية ممنهجة لتفكيك دوله الإقليمية، وفي المحصلة إغلاق الباب نهائيا على الدعوة لاستعادة الوحدة العربية، بل النفخ في مزامير التشرذم والتنازع بين دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة في عالم الكيانات الكبرى الحقيقي منها والمصطنع بآليات المصالح المشتركة.


والشاهد ان جوهر نزاع دارفور يكمن في التناقض بين مجتمع شديد الثراء في موارده الطبيعية، شديد الفقر في مصادر عيشه الآني والراهن بفعل التخلف وغياب التنمية. الأمر الذي ضرب الإقليم الغربي للسودان بثلاث مجاعات قاتلة في الأعوام « 1992,1985,1973 » وسط صمت دولي وتقاعس عربي عن إغاثة الأشقاء المنسيين في صحراء التيه، رغم ان الكرم العربي لا يتخلف أبدا عن مد يد العون حتى للأعداء.


صحيح ان هناك اخطاء وحماقات ارتكبت في دارفور لمواجهة صراع تداخلت خيوطه وتزاحمت قوى غربية على تأجيج نيرانه، لدرجة ان الإعلام الغربي ممثلا في ثلاث وكالات أنباء «رويترز-الفرنسية-الاسوشيتد برس» اضافة إلى هيئة الإذاعة البريطانية، بث 17 مليون مادة اخبارية عن دارفور في عشرين شهرا خلال عامي 2004 و2005 ،95 % منها منحازة ومشوهة للحقائق.


وخصصت معظم الصحف الأميركية مواقع للتضامن مع متمردي دارفور، الذين أقيم لهم مكتب تمثيل في تل أبيب، لتنسيق التحرك ضد السودان وتثبيت موقع الخنجر في خاصرة مصر. والحديث عن ثروات دارفور بالغة التنوع مابين مخزون نفطي واعد في طور الاكتشاف، وآخر من اليورانيوم النادر، يفسر سر التكالب الغربي الأميركي. ويدق لنا ناقوس الخطر بان ما يحاك للخرطوم مجرد« بروفة» لما ينتظر باقى عواصمنا العربية. والمرجو ألا نصم آذاننا عن سماعه.







 
رد مع اقتباس