(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)
(ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ):
إن كانت جملة: (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ) جملة حالية؛ فلا يتعين أن تكون جميع الجمل مندرجة في الحال، إذ يحتمل أن يكون الحال قوله: (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ)، ويكون المعنى: كيف تكفرون بالله وقد عبر عن الخلق بقوله تعالى: (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ)، لأنه لا نعمة أعظم من نعمة الاختراع، ثم نعمة الاصطناع، وقد شمل هذا القول النعمتين، لأن بالإحياء حصلتا. ألا ترى أنها تضمنت الجملة الإيجاد والإحسان إليك بالتربية والنعم إلى زمان أن توجه عليك إنكار الكفر؟ ولما كان مركوزاً في الطباع ومخلوقاً في العقول أن لا خالق إلا الله، لأن ذلك لا خلاف فيه، لقوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ) الزخرف 87، كانت حالاً تقتضي ألا تجامع الكفر، فلا يحتاج إلى تكلف. إن الحال هو العلم بهذه الجملة. وعلى هذا يكون قوله تعالى: (ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ) جملاً أخبر الله - تعالى - بها مستأنفة لا داخلة تحت الحال، ولذلك غاير فيها بحرف العطف وبصيغة الفعل عما قبلها من الحرف والصيغة. وما يؤيد أنها خبرية أن المشركين لا يؤمنون بالبعث.