أخي وعزيزي د.إيهاب
السودان يتعرض لحملة ضغوط وحصار سياسي لتقسيمه وإضعافه، وأمريكا الباغية تريد أن تنزل قوات دولية في دار فور التي تبلغ مساحتها مساحة فرنسا وعدد سكانها يبلغ -إن لم تخني الذاكرة- خمسة ملايين نسمة، وهم من المسلمين عربا وأفارقة، وهي مستودع للثروات النفطية والمعدنية ...
أمريكا تريد للسودان أن يستسلم، وهي تريد أن يكون طوع أوامرها وخاتما في إصبعها، وهي تسعى لإقامة قاعدة أمريكية في جنوب السودان للهيمنة على ثروات الجنوب وعلى رأسها النفط....
ولما كان السودان ما زال يقول "لا" حتى ولو على استحياء، أو "لا" ضعيفة بصوت مبحوح فِإن أمريكا لاتتحمل أن يقول لها أحد "لا"، لاسيما دولة ضعيفة مثل السودان والسودان بقيادة البشير في مرحلة "حركة المذبوح" تنتظر منه أمريكا أن يلفظ أنفاسه، حفاظا من البشير على كرسي الحكم، وقد ارتكب البشيرخطيئة وجريمة بحق السودان وحق الإسلام حينما وافق على إعطاء الجنوب التنازلات التي تهيئ لانفصاله وتهيئ لانفصال أجزاء أخرى في شرقه وغربه، حتى تهيمن أمريكا وأوروبا عليه وعلى مقدراته وحتى تسيطر عليه كبوابة لإفريقية التي يغزوها الغرب بحملات التنصير من خلال مؤسسات الإغاثة...
لهذا كله أمريكا تمارس ضغوطا كبيرة على السودان حتى يستسلم، ولهذا غابت دول حليفة لأمريكا كالسعودية ومصر لإفشال القمة التي أُطلق عليها قمة اليوم الواحد تعبيرا عن إخفاقها، وبانصرام اليوم الأول كان نصف أعضاء القمة غائبين، وحتى إن بعضهم استهتارا بها لم يحضر الجلسة المغلقة استخفافا بالقمة...
أرجو أن تكون أسباب غياب حلفاء أمريكا قد وضحت يا دكتور...!!