منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2009, 10:46 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من قال أنه يُفهم من هذه الآية أن هناك ثمة علاقة جنسية بين الإنس والجن,
والحقيقة أنه لا يُفهم من هذه الآية أن هناك ثمة علاقة جنسية بين الإنس والجن, وإنما يُفهم :
1.أن قاصرات الطرف هن الحور العين ولسن نساء الدنيا
2.أن الجن يجامع ويطمث كما الإنس
3.أن من الجن الصالح والذي مصيره الجنة وله من نعم الجنان من متع ولذات كما للإنسان.
وقبل أن أبين وجهة نظري أحب أن التفت الأنظار إلى المعاني والبلاغة في هذه الآية:
قوله تعالى:"َّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ" اي أن أنهن يقصرن نظرهن إلا على أزواجهن, وليس لهن عيون إلا لأزواجهن , وجاءت الصفة على صيغة الفاعل"قاصرات" وذلك لبيان ديمومة القصر واستمراره.
وقوله تعالى:"ِ لَمْ يَطْمِثْهُنّ" ولم يقل "لم ينكحهن" أو "لم يلمسهن" أو "لم يمسّهن",لأن قوله تعالى:"ِ لَمْ يَطْمِثْهُنّ" أبلغ في بيان واظهار عفتهن وعذريتهن , فالطمث تعني الإفتضاض وهو يعني النكاح مع التدمية ,والتدمية دليل البكارة , فيقال طَمَثَها يطمِثُها ويَطمُثها طَمْثاً إذا ٱفتضّها. ومنه قيل: ٱمرأة طامِث أي حائض,وطمثت أي حاضت,قال الفرزدق:
وقَعْنَ إليَّ لم يُطْمَثْن قَبْلِي =وهنّ أَصَحُّ مِنْ بَيْضِ النَّعَامِ
والنكاح قد يكون للثيب والبكر ولهذا تدل الآية على أنهن حور العين فهن أبكارًا كما في قوله تعالى:"فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً ",والمواقعة لا تتم ألا باللمس ,فنفي الطمث نفي للمس أيضًا.
وأما قوله تعالى:"َ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانّ" ففبها مسائل:
1.إن كان المقصود هو مفهوم الطمث في الدنيا ,فهذا يدلنا على الإحتراس في توهم المواقعة من قبل الجن ,وهذا أبلغ في عفتهن وعذريتهن ,فنفى الطمث من قبل الإنس وهو ظاهر بائن لأن الإنس محسوس ملموس,وأما نفي الطمت من قبل الجن فهو نفي لما جن وستر,لأن الجن هو الستر ولا يمكن رؤيته,و الجن لا تطأ بنات آدم في الدنيا. ذكره القشيري.(تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل).
ولا أدري أي قشيري المقصود هنا,هل هو صاحب اللطائف أم غيره,فقد بحثت في اللطائف ولم أجد قوله هذا هناك.
2.إن مصير الجن المؤمن هو الجنة وله من نعيمها ولذاتها ما للإنسان,ومن هذه النعم النكاح فقد ورد انهم ينكحون ويتزاوجون ولهم ذرية,فجعل الله لهم هذه النعمة في الآخرة,وعلى هذا يكون ورود الجن في الآية دليل على أن قاصرات الطرف من الجن لهن الجن المؤمن ولم يطمثهن جني قبل ,كما لم يطمث إنسي الحور العين من الإنس.
3.إن سياق الآيات يدل على الآخرة وهذا يعني أن الطمث يكون في الآخرة وفي الآخرة تكون الظروف والقوانين غير ظروف وقوانين الحياة الدنيا,ويمكن أن يجعل الله النكاح بين الإنس والجن .
إلا أن الرأي الثاني هو الذي أراه صوابًا.
والله أعلم






 
رد مع اقتباس