منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الحياة كتاب
الموضوع: الحياة كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-2015, 02:28 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فايز الشروف
أقلامي
 
الصورة الرمزية فايز الشروف
 

 

 
إحصائية العضو







فايز الشروف غير متصل


افتراضي رد: الحياة كتاب

ســــلْ من أطلَّ بدنيانـــا كما القمَر
هل تدرينَّ بمـــــــا يَطوي لَكَ القَدَرُ؟

إمّــا تطولُ بك الأيَّـــامُ في عَجَـــزٍ
أو أنْ تملـَّكَ أيَّـــــامٌ فتحتــــضِرُ

لو حـان يومُـكَ مكتــوبٌ بِهِ أجـــلٌ
لا يمنعنـــــَّكَ حَـوْطٌ كان أو حَـذَرُ

لحظُ المنيِّـــــةِ أمرٌ ليسَ يعرفُــــهُ
إلا المُهيمِنُ ربُّ العرشِ ينحصِـــــــرُ

إذْ لا يفرِّقُ موْتٌ بينَ مُرتَضِـــــــعٍ
أو منْ يمُــدُّ لأعــوامٍ بـهِ العُمُـــرُ

ألموتُ مُختلفٌ شكلاً و إن ســببــــاً
إلا تشــابُهُ مضمـونٍ كمــــا الأثَرُ

أو إنْ تعشْ فتعلَّــم دونمـــا كَلَـلٍ
إنَّ الحيـاةَ كتـــابٌ منه يُعتَبـــــرُ

إنَّ الحيـــاةَ تلاميــذٌ و مدرَسَـــةٌ
فيهـا النَّوائِبُ أُســـتاذٌ و مُختَبَـــرُ

و ألإختبـــارُ بـها صعـبٌ و مُلتَبِـسٌ
إذْ فيــهِ أمثِلــةٌ تخفى و تســتَتِـرُ

كاللِّغـزِ حلُّـــهُ برهـانٌ و تجرِبــةٌ
لا تـألُ جُهـدَكَ في حـلٍّ و تدَّخِــرُ

إنْ فـزتَ فلْتـَكُ مرتاحـــاً و مبتهجــاً
إنْ لم يكن فلَـكَ الخُســـرانُ و الكَـدَرُ

فلتجـعَلنَّ صُروفَ الدَّهرِ موعظـــــةً
ما كان أمسُ لمـــــا يأتي غــداً نُــذُر

إنْ عشـتَ في زمنٍ فاجعلهُ ذا نَجَـــعٍ
مثلَ السَّــــما كرَمــاً عُنوانهُ المطَـــرُ

تبدو الحيـــــاةُ إذا لم تأتِ فائــــدةً
كالغيـضِ من زَبـــَدٍ يطفــو فيندَثـــِرُ

واصنعْ لنفسِــكَ بين الناسِ منزِلَهــــا
فيطـالُ اهلَـكَ عُلوانٌ و يفتخِـــــروا

باعـدْ بنفسِــــــــكَ عن أمرٍ بأصغَـرِهِ
فعظيـمُ قصـــدِكِ فيـه المجـدُ والظَفــَرُ

و اقبضْ على لَّهبٍ،لا تخش من ألَــمٍ
لو كان في اللهبِ العليــاءُ و الفَخَـــرُ

فالرِّيـحُ ذاريـــــةٌ ما خـفَّ من تُـرَبٍ
والصَّخرُيصمُدُ ضدَّ الريحِ، والحَجَرُ

لا تســـــتَهِنْ أبـداً بالـذَّاتِ مقـدرةً
فالنفسُ يكمـنُ فيهـا الخَـلقُ و الفِكـــَرُ

لو كان قلبــُكَ في التدبيـــرِ من ذَهَبٍ
فالعقـــلُ كان بـهِ اليـاقـوتُ و الـدُّرَرُ

ما كلُّ من طلبَ العليــــاءَ يبلُغُهــــا
إنَّ الجحـــــافِلَ بالإعـدادِ تنتَصِـــرُ

يا طالبَ الشّــَرفِ السَّــامي لمعرِفــةٍ
لو تبتـغي فعليـكَ الجـدُّ و السّــــَهَرُ

بالعلــمِ ترتفـعُ الاوطــانُ منزِلـــةً
أوتعتـلي أُمَـمٌ مجـــداً و تزدَهِـــرُ

لا تسـألنّ أخـــا جهــلٍ بمنصحـةٍ
إنَّ الجهـولَ بإدراكٍ كمـــا الغَبَـــرُ

كم أُمَّـــةٍ هَزَأتْ من جهلِهــا أُمـمٌ
إنَّ الجهـالـةَ خصـمٌ للعُـــــلا قَذِرُ

لا يجعَلنّـَكَ ضَنـَكُ العيشِ مُكتَئِبــــاً
أو أنَّ قلبـَكَ مجروحٌ و مُنكَسِـــــرُ

لا تتتظــــرْ أمــلاً من دونِ ما تَعَبٍ
فلتســــعَيَنَّ بهــا كي يأتيَ الخَبَــرُ

لا تنظُرَنَّ لمــالِ الغيـرِ في حســــــدٍ
يَغنى الفقيــرُ كما الميســــورُ يَفتِقِــرُ

و اطرقْ لِرزقِـــكَ بابـاً كنتَ تجهلَــهُ
حِـلٌّ بأرضِــكَ إنْ تلقــاهُ أوسَـــفَرُ

بِئْسَ الخضـوع لغيـرِ الله من عِـــوَزٍ
فاحفـظ إبــاكَ فلا ذلٌ و لا صِغَــــرُ

فالنّـَفسُ أكبـرُ من أن ترتجي أحــــداً
عطفــاً مُقابِلُـهُ الإذعــانُ و الحسَــــرُ

كالسِّــنديانةِ كُنْ طوداً و منتصبـــــاً
كالأرضِ كُنْ، فبِها الحبَّـاتُ و الثَّمـَرُ

و الحـــقُّ كيف تداري فيه مغتصباً؟
فادفـعْ بعزمــكَ ما أُوتيـتَ يندَحِـــرُ

مثلَ الحديـدِ فكن صلبــاً بموقعـــــــةٍ
لا كالزُّجاجــةِ هشَّـــاً ثُمَّ تنكِسِــــرُ

كالغُصنِ كن مَرِنا في وجهِ زوبعـــةٍ
لا كالثِّمــارِ فيُـأتى فيـكَ تنعَصِــرُ

كن في المروءةِ حِصنــاً يُسـتجارُ بهِ
كالمســـتظِلِّ بفيئٍّ دونَهُ الشَّـــجَرُ

لا تدَّعي عمـــلاً ما أنتَ فاعِلُـــهُ
من جهدِ غيرِكَ لا كسْبٌ و لا حَكــَرُ

لا تنـــهَ عن عمـلٍ لو أنتَ تفعلُــــهُ
و ابدأْ بنفسِـــكَ نهيــاً منهُ تُزدَجَـــرُ

بالغيــــرِ لا تتـربَّصْ في مُؤامــــــرةٍ
إذْ طالمـا ابتَلَعَـتْ أصحابَهـا الحُفُــــرُ

لو شــئتَ بيتَ زجاجٍ فيـهِ مأمنــــةٌ
فامنعْ حجـارَكَ فوقَ الناسِ تنهَمِـــــرُ

لا تأتمِـنْ أحـداً ســــرَِّاً فيجهَـــرُهُ
ما دمتَ أوَّلَ مَن في السِّـــــرِّ قد جَهَروا

إجعـلْ صنيـعَكَ عند الناسِ ِأحســـنَهُ
و اقبـلْ لغيـرِكَ ما نفســــوكَ تنتـَظِرُ

بِئْسَ الغُرورُ مَعَ الخُيـــــلاءِ من صِفَـةٍ
في من أبى عِظـَـةً جادت بها العِبــــَرُ

أو خالَ نفسَـــهُ طاووســاً بغطرســـةٍ
و الكلُّ محتـــرمٌ زهــواهُ مُنبهـــــِرُ

لا يعلمـنَّ بأنَّ النِّســــــرَ سيــّــِدُهُ
ما نفـعُ ريشِـــــــهِ لو يجتاحُـهُ الغَرَرُ

عارٌ عليـكَ ســـلوكاً مثل إمَّعــــةٍ
لو ريحُــــكَ انحدرت تهوي و تنحَـدِرُ

في الجهـرِ كنت تُرائي في مُجامَلـــةٍ
في الغيبِ تُشـبِـعُ تجريحاً بهِ السَّـخَرُ

أو مثلُ شــــاهدِ زورٍ بـابَ محكمـــةٍ
يَشـــــري ضميَرك من في الَّدفعِ مُقتَدِرُ

أو كالسّــــَرابِ لِظمـآنٍ فيحْسَــــبُهُ
مـاءً، فـإذْ هُوَ لا نفْـــــعٌ و لا ضَـرَرُ

كُنْ كالنَّســائمِ لوأحببتَـهم رَقَقـــــاً
مثلَ العواصـفِ كُنْ بالـرَّدِّ لوغـدروا

أطفئْ بِحُبـِِّّكَ نــاراً من كراهيــَــــةٍ
فالنّـَارُ لو شَـــــعُلتْ تمحـو و لا تـَذَرُ

رُدِّ الجميــلَ بخيــرٍ منـهُ في كَـــــرَمٍ
و اجعلْ عطاءَكَ في أهليـهِ ينحَصِـــــرُ

أوْفِ الكريـمَ بمعروفٍ بلا أسَــــــفٍ
عنـدَ اللَّئيــمِ فـإنَّ الخيــرَ مُنهــــدِرُ

إنَّ الِكـرامَ لَئِـنْ أكرمتَـهمْ حفَظـــــوا
أمَّـا اللِّئــــامُ فإنْ أكرمتَـهمْ نــكروا

ما كلُّ مَن حلـفَ الأيْمــــانَ مُؤتمَــنٌ
إذْ إنَّ أســوأهَمْ للكـاذِبُ الأَشِـــــرُ

لا بـدَّ مِنْ نـدَمٍ لـو جئـتَ مَظلمــــــةً
و اقبــلْ بتوبــةِ مَنْ يأتيـــكَ يعتــــَذِرُ

لو كنـتَ ذا ســـقَمٍ أو فيـكَ معســــِرةٌ
فاصبرْعليهِ وقل بُشـــــــرى لمن صبَروا

للهِ فـادعُ شـــــفاءاً ثـُمَّ ميسَـــرةً
فاللهُ وحـدُهُ منْ يَشــفي و منْ يَسِــــرُ

و احذرْ أذِيَّــةَ أيــّاً كنتَ مُحتَضِنـــــاً
ظُلْـمُ الأقـاربِ منـهُ القلبُ يَنفَطِــــــرُ

لا تقبـَلـنَّ بـأمــــرٍ فيـهِ تهلُكَـــــةٌ
ما كنتَ تفعـلُ لو ما جاءكَ الخطَــــــرُ؟

لو إنْ تُحمَّــلُ نفـسٌ فـوقَ طاقتِهــــــا
قـد تنتهي كَمــداً بالخُســـــرِ تَنتحِـــرُ

لا تحتقـــرْ أبـداً شـــخصاً لخلقَتِـــهِ
إذْ رُ بَّ مَنْ بِغَــدٍ يأتيــــكَ يحتَقِـــرُ

فاللهُ نوَّعَ شـــكـلَ الخَلـقِ في صُــوَرٍ
لكنَّ أجمَلَهُـمْ خَلقــــاً هُمو البَشَــــرُ

لو جيئَ فيكَ كقـاضٍ في مخاصَمَـــةٍ
أنصفْ و كن حَكَمـــاً بالعدلِ تأتَمـــِرُ

لا تخشَ لومــةَ لـوَّامٍ و لائِمـــــــة
لو أنَّ حُكمَـــكَ عـدلٌ دونَـهُ العَــــوَرُ

لا تســـخَرنَّ بأشــــياءٍ بِهــا وَهَـنٌ
عُـودُ الثِّقـابِ لمَنـهُ الغـابُ تســـــتَعِرُ

لا تغرُرَنّـَكَ أشـــــياءٌ بظاهِرِهـــــا
خلـفَ القُشــــورِ فإن اللّـُبَ مســــتَتِرُ

ما كان كلُّ ضَحوكِ السِّــنِّ في فرحٍ
أو أنَّ كلَّ عبوسِ الوجــهِ منقَهِـــــرُ

ما كلُّ مَن لبسَ الجِلبـابَ محتَشِـــــــمٌ
او كلُّ مَن قصَـدَ الحرميْـنِ مُعتَمــــِرُ

لا ترتكـنْ أبـــداً للمجـــدِ في زمـنٍ
قد كان فيـهِ بطولاتٍ لهــا سِــــــيَرُ

ما نفـعُ مجـدِكَ إذْ جافــاك منصرفــاً
إنْ لم يكـن لكَ درســــاً منهُ تَعتبــــِرُ






التوقيع

 
رد مع اقتباس