عُرف الحروف . شعر . عبدالهادي القادود
 

رد: عُرف الحروف . شعر . عبدالهادي القادود
 

[font="traditional arabic"][color="indigo"][size="5"][b]جميلة ورائعة ! نعم جميلة !
وسر روعتها كامن في قوة بيانها ووضوحه .
ليس هناك من علاقات مشبوهة غامضة بين المفردات قد تضعف المعاني باهتزازها وخجلها من الحضور الواثق ...
ليس هنالك من مواربة أو تمويه قد نخشى منهما الغش في الإعلان عما لا يمكن تصوره من علاقات معنوية يقبلها الخيال .
ولقد قام الشاعر بمغامرته في اقتحام مناطق جديدة في خارطة اللغة الجمالية دون أن يلجأ للتستر بضباب المعاني وغبارها ، ففتح بجيشه اللغوي الفتي مجاهل من صور العلاقات المعنوية ،لم يدخلها أحد قبله ،وهكذا تكشفت مع دخوله إليها مواطن غير متوقعة وعلاقات غير متوقعة غير أنها علاقات مدهشة ومغرية بوضوحها ، فالوضوح فيها لم يسء للجمال بل عززه وأعلن عنه ، والوضوح هو الذي حول الإحساس بالجمال المحتمل إلى إحساس يقيني عند القارئ ، الوضوح هو الذي
أضاف للصور الشعرية صمودها المعنوي في ذاكرة القارئ ،هو الذي أضاءها من داخلها بالتألق الضوئي الذي يشبه تألق الزجاج الشفاف في النوافذ المضاءة ليلا ، وذلك الإشعاع المنبعث من الداخل يؤكد للقارئ أنه يدخل الآن وبصحبة الشاعر في الفضاء الداخلي الحقيقي للكون .ويؤكد أن قوة الإبداع تأتي من تحدي الغموض بسيف الوضوح اللامع ،ومن دحر الشك وتفريقه بجحافل جمال يقين الجمال المتقدمة بثقة لا يمكن أن تثبت أمامها فلول الشك المنسحبة إلىى خارج النص. . وفي النهاية فإن كل هذا الإبهار المتقدم في المعاني والعلاقات المعنوية المفهومة يدل على قوة الشاعر وجدارته بقيادة جيشه من المفردات الفتية التي خرجت للتو نظيفة من حمامها الضوئي مرتدية ثياب الوضوح.

رد: عُرف الحروف . شعر . عبدالهادي القادود
 

رد: عُرف الحروف . شعر . عبدالهادي القادود
 

رد: عُرف الحروف . شعر . عبدالهادي القادود